شراكة جديدة بين مجلس الإمارات للإعلام و"أجيال" ضمن مبادرة "أول إصدار" لتمكين المؤلف الإماراتي
- Abdulla Alsharhan

- قبل 3 أيام
- 2 دقيقة قراءة

في زمن يُقاس فيه التقدم بمقدار ما نصنعه من محتوى، وما نبنيه من معرفة، تأتي قمة "بريدج للإعلام 2025" لتفتح بوابة جديدة أمام صناعة النشر في دولة الإمارات. خمس شراكات استراتيجية أعلن عنها مجلس الإمارات للإعلام خلال القمة، لكن الأمر يتجاوز عدد الاتفاقيات. ما نراه نحن في أجيال هو بداية فصل جديد، يكتبه صُنّاع المحتوى، ويعيد تشكيل ملامح قطاع النشر برؤية أكثر نضجًا واتساعًا.
نحن نحتفي بأكثر من اتفاقيات ورقية، نحن نحتفي بفكرة: أن تكون للمحتوى الإماراتي منظومة متكاملة تدعمه وترافقه في رحلته من الفكرة إلى القارئ. فهذه الشراكات هي محاولات جادة لردم الفجوة بين الإبداع الفردي والبنية المؤسسية. بين الكاتب في ركنه الصغير، والمنصة التي توصله إلى العالم.
النشر ليس رفاهية... بل ضرورة وطنية
لطالما نظر البعض إلى النشر كزينة ثقافية أو امتداد للترف المعرفي، لكن الواقع اليوم يقول إنّ النشر أداة سيادية، وجزء من البنية التحتية لأي وطن يريد لمعرفته أن تتجاوز حدوده. هذه الشراكات الخمس تعني الكثير: تطوير للمحتوى المحلي، تمكين للمواهب الإماراتية، تحفيز للإنتاج الأدبي، وتوسيع لأفق الترجمة وتبادل الحقوق.
نحن في أجيال، ندرك تمامًا أثر هذه المبادرات على قطاع أدب الطفل واليافعين، هذا القطاع الذي لا يزال يتلمّس طريقه وسط بيئة متغيرة. لكننا نؤمن أن دعمه يبدأ من دعم الناشر، وتهيئة بيئة تكافئ الجودة، وتفتح الباب أمام الكُتّاب الجدد ليكتبوا قصصهم بلغتهم ولهجتهم وتجاربهم.
بين النشر والتقنية... مسافة قابلة للاختصار
في إحدى الجلسات خلال القمة، دار الحديث عن مستقبل التوزيع والنشر الرقمي، وهنا بالذات شعرت أجيال بأن ما كنا نحلم به بالأمس، قد بدأ يصبح قابلًا للتحقيق. النشر اليوم قفز فوق رفوف المكتبات إلى التطبيقات، وفي الصوت، وفي البودكاست، وفي كل شاشة يحملها طفل.
نحتاج إلى نقل صناعة النشر من مرحلة المقاومة إلى مرحلة التكيّف، ومن التكيّف إلى الإبداع. والشراكات الموقعة تتجاوز حدود الدعم المالي والفني، فهي صوت واستثمار يمنح بكل ثقة في مستقبل الكتاب الإماراتي.
مسؤوليتنا… أن نواصل
صناعة النشر مسؤولية مجتمع بأكمله: من الكاتب، إلى القارئ، إلى المدرسة، إلى التكنولوجيا، إلى السياسات الحكومية التي تضع المحتوى المحلي في أولوياتها. ونحن في أجيال، نحاول أن نكون جزءًا من هذه المنظومة، لا نملك رفاهية الوقوف على الهامش، بل نكتب، وننشر، وننتج، ونبادر… لأننا نؤمن أن الطفل الذي يقرأ قصة كتبها ابن وطنه، هو طفل يعرف نفسه أكثر، ويثق بصوته أكثر، ويصنع واقعه بثقة أكبر.
ختامًا...
كل شراكة تُوقّع اليوم، هي بذرة. لكن يبقى السؤال الحقيقي: من سيسقيها؟ ومن سيصبر عليها حتى تثمر؟ في أجيال، لا نعدكم بمحصول سريع، لكننا نعد بأن نكون من الزارعين الأوائل.
لأن صناعة النشر تتجاوز الكتب المطبوعة.. هي قصص نعيشها كل يوم.
